دبوق ل”سوبر ١”: غياب اللاعب الأجنبي قلص الفوارق بين الأندية


حاوره: هاشم مكه

يتواجد شباب الساحل في المقدمة، امر لم يعتده محبو النادي، ولكنه جولة بعد أخرى يؤكد انه “لا يمزح” على الرغم من تصريحات مدربه الحاج محمود حمود التي يوحي من خلالها ان فريقه ليس منافساً على اللقب، وهي الاستراتيجية التي اعتمدها مدرب ليستر سيتي كلاوديو رانييري في موسم 2015 – 2016، عندما قال في كل تصريحاته ان فريقه ليس منافساً وفي النهاية احرز لقب “البريميير ليغ” للمرة الاولى في تاريخه، وفي وضع مشابه، ماذا يقول رئيس نادي شباب الساحل سمير دبوق؟.

ليست صدفة
“لا شك ان ما يقدمه فريق شباب الساحل هذا الموسم ليس وليد صدفة، انما هو نتاج عمل الشباب وتعبهم، يتدربون بشكل يومي للحفاظ على مستواهم، بالإضافة الى اخلاصهم وحبهم لقميص النادي، واليوم بغياب العنصر الاجنبي تقلّصت الفوارق الفنية بين الفرق، حيث باتت متقاربة الى حدٍ ما، ليبقى عامل التمارين والاستقرار الفني والاداري هما عاملان مهمان في ثبات الفريق وتقديم النتائج الجيدة، وهو ما يُحسب للمدير الفني الحاج محمود مع جهازه الفني بتحضير الفريق على اعلى مستوى”.
يعاني شباب الساحل من شحّ بالتسجيل، ولكنه في الوقت نفسه ممتاز دفاعياً، ما خلق التوازن، وبالتالي النتائج الجيدة، لكن الامر لم يخلُ من الانتقاد، فما هو دفاع دبوق: “كل مباراة لها ظروفها، فعدم تسجيل الاهداف بكثرة لا يعود الى كوننا نعتمد اسلوباً دفاعياً، وهو الامر الذي يلاحظه كل من يتابع مباريات شباب الساحل، لكن مع اسلوب اللعب الحذر، اما عملية تسجيل الاهداف رهن بتوفيق اللاعبين، وبالتأكيد خط دفاعنا ممتاز مع حارس مرمى حاضر بقوة هذا الموسم، فلم نتلقَّ سوى هدف واحد في 10 مباريات وهو امر بحد ذاته انجاز للفريق”.

ماذا عن اللقب؟
الديبلوماسية كانت سمة جواب رئيس شباب الساحل لدى طرح السؤال الاهم، الذي يتهرب منه المدرب حمود، فأجاب: “كل رئيس نادي وكل اداري يطمح الى احراز الالقاب، اليوم بالنسبة الى الحاج حمود، كان الاتفاق معه من البداية اننا نريد التواجد بين اندية النخبة كهدف رئيسي، وهو ما تحقق فعلاً، وهدفنا الآن هو التواجد في المراكز الاربعة الاولى، وهو ما سنعمل على تثبيته في المباريات المقبلة، اليوم نعيش موسماً استثنائياً، ولا نعرف ماذا يمكن ان يحصل مع بقية الفرق او معنا، نحن نسير بالمنافسة، واذا لا سمح الله اصيب بعض اللاعبين بالكورونا فمن الطبيعي ان نتأثر، لذلك لا يمكن التنبؤ بأي شيء ممكن ان يحصل في الاسابيع المقبلة، واللقب ليس بعيداً عن أي من فرق المقدمة”.
غياب الجمهور ساهم ايضاً بعملية “السواسية” بين كل الاندية، وجعل الاندية التي تعتمد على جمهورها الكبير، تفقد هذه الميزة، ولكن هذا الامر على حساب جمالية المباريات التي يزداد رونقها بالحضور الجماهيري، فهل نادي شباب الساحل يأمل ان يعمد الاتحاد الى اعادة الجمهور للمدرجات ولو بنسبة قليلة: “المشكلة تكمن في عملية ضبط الجمهور في ظل تفشي وباء كورونا، هل نحن قادرون على ضبط الجمهور، ربما نكون في شباب الساحل لدينا القدرة على ضبط جمهورنا الذي ممكن ان يتواجد وهم معروفون لدينا، وقد لا يتجاوز عددهم الفين او ثلاثة آلافن ولكن هل يمكن ان يتم ضبط بقية الجماهير؟، واذا تم السماح بنسبة معينة يجب اعتماد آلية معينة للفحص والتأكّد من عدم وجود اصابات، ولكن من الممكن ايضاً حصول اشكالات في عمليات السماح بالدخول لهذا او ذاك، فعملية اعادة الجمهور ولو بنسبة معينة تحتاج الى تنظيم وعمل كبير من الاتحاد والاندية، وتمنياتنا زوال هذه الغيمة السوداء مع بدء وصول اللقاحات وان شاء لله يعود الجمهور كله الى المدرجات لأنه حلاوة اللعبة”.
وتابع في حديثه عن موضوع اللقب: “كي تتمكن من احراز اللقب، يجب ان يكون لديك لاعبون على مقعد الاحتياط لا يقلون مستوى عن اللاعبين الأساسيين، وهذا ليس انتقاصاً من الموجودين، ولكن في بعض المراكز اذا تعرّض لاعب للإصابة لا يوجد له بديل ولا نتحدّث فقط عن المستوى بل عن المراكز، وهو ما يضطرّ الحاج حمود الى اشراك لاعب بغير مركزه، ومحاولة تعويضه اللاعب المصاب، لذلك هذه من الامور التي قد تصعّب مهمتنا في المباريات المقبلة، وان شاء لله في المواسم المقبلة، سنعمل على سد هذه الثغرات ليكون الفريق طموحه اللقب وليس غيره، وهذا لا يعني اننا لن نحارب هذا الموسم، ولكن كل شيء بوقته، وفي المرحلة السداسية سنرى ما يمكن ان يحصل، فإذا كان امامنا فرصة احراز اللقب سنعمل على اغتنامها بالتأكيد”.
وتابع: “حاولنا استقدام بعض اللاعبين قبل بداية الموسم، ولكن لم يكن الأمر سهلاً، حيث باتت الفرق الثانية تحسب الحساب لشباب الساحل بأنه فريق جدي، وليس من مصلحتها بيعه اللاعبين وتفضل ان يبقوا معها حتى لو لم يكن لهم دور في فرقهم، وهو ما لمسناه لمس اليد في بعض الحالات، واليوم نحارب باللاعبين الموجودين لدينا والذين يقدمون اداء ممتازاً، وتمنياتنا ان تبتعد الاصابات عنهم كي نبقى بنفس المستوى والثبات على صعيد النتائج، والتوفيق من رب العالمين”.

لاعبون من الخارج
التواجد في المراكز الأولى يزيد من حجم المسؤولية ليس على الجهاز الفني واللاعبين وحسب، بل ايضاً على الادارة التي عليها تأمين الاحتياجات المطلوبة على اختلافها: “من واجبنا ان نقوم بتأمين ما يلزم الجهاز الفني لضمان الاستمرارية بالمقدمة، لذلك فإننا نسعى لاستقدام لاعبين من الخارج، بغرض دعم الفريق وليس تقليلا من قيمة اللاعبين الموجودين، بل تعزيزاً لوجودهم ودعمهم بلاعبين من المستوى نفسه لضمان الاستمرارية بالمنافسة”.

سر شباب الساحل!
وتابع: “السر في نادي شباب الساحل انه عائلة بكل معنى الكلمة وليس مجرّد عملية وصف، والاموال التي يتم رصدها في الميزانية يتم صرفها في المكان المناسب، ونحن لا ندفع ثمن لاعب اكثر مما يستحق، مثلما يحصل في بعض الأحيان لدى بعض الاندية، ولاعبو شباب الساحل يحبون بعضهم ضمن هذه العائلة، والمدرب شخص مخلص يحب عمله، ويعطي من قلبه، هذا هو سر شباب الساحل، لذلك ليس المال هو كل شيء، على الرغم من اننا نعمل كثيراً على موضوع المكافآت، لتقديرنا بأن هؤلاء اللاعبين يقومون بعمل كبير ومضاعف لتقديم افضل مستوى وتعويض النقص باللاعبين على مستوى التدعيم”.
هذا الامر يتطلّب ميزانية معينة، تم رصدها بالاضافة الى المساعدة التي وصلت من الاتحاد، فكيف يتم تمويل شباب الساحل، امر لم يحب دبوق الخوض فيه كثيراً: “المساعدة التي وصلت من الاتحاد تغطي بحدود 30 بالمية من ميزانية الفريق، والباقي يتم تأمينه، والحمد اننا مع الشباب لا زلنا قادرين على ذلك، وبالتأكيد الاستاذ فادي علامة يدعمنا، ويسخّر امكانات مستشفى الساحل لأي شيء يحتاجه النادي، لذلك هذه الاجواء العائلية تجعل أي لاعب اذا اضطر الى ترك الفريق يتركه رغم ارادته”.

الى رئاسة الركبي يونيون
بعيداً عن كرة القدم، اختار سمير دبوق لعبة “الركبي يونيون” واستلام رئاسة اتحادها، الأمر الذي فاجأ الكثيرين، خصوصاً انه طوال مسيرته لم يُظهر انه من محبي هذا الرياضة: “اذا فكّرنا فيها، ليست بعيدة كثيراً عن كرة القدم، يوجد لاعبون يركضون، ويريدون تسجيل اهداف، هي خشنة اكثر وتحتاج الى قوة بدنية اكبر، ولديها قوانينها وهي حماسية جداً، لعبة جميلة تعرفت اليها من بعض الاصدقاء، مثل رئيس الاتحاد القبرصي للركبي يونيون، وصادف ان انتهت ولاية اللجنة السابقة للاتحاد في لبنان، ومن المعروف ان “خينا” عبد لله الجمال هو “بي اللعبة” ومؤسسها في لبنان، ولا يريد ان يستمر بولاية جديدة في الرئاسة واتفق مع الشباب ان استلم انا الرئاسة ويكون هو امين السر، وهم شباب يحبون اللعبة واوصلوها الى العالمية، وسبق ان احرزوا بطولة آسيا”.
بالتأكيد اللعبة حققت انجازات، وهو امر يجب الحفاظ عليه وتطويره: “يوجد عدد قليل من الاندية في اللعبة، لذلك علينا ان نعمل على نشرها اكثر، وادخالها الى المدراس والجامعات، في السابق كان الشباب يحضرون لاعبين لبنانيين يعيشون في استراليا، لذلك سنحاول ان نغيّر قليلاً ونعطي الفرصة للاعبين الموجودين في لبنان، بنسبة 60% مقابل 40 للمغتربين”.
مشروع كبير يحتاج الى ملاعب وهو امر لم يعتبره دبوق مشكلة، لوجود اكثر من ملعب تم وضعه بتصرف الاتحاد مثل ملاعب برج حمود، والجمهور وبئر حسن والعهد.
تواجد رئيس نادي شباب الساحل على رأس اتحاد للعبة ثانية، يجعل الساحليين يتخوفون من ان تخطفه هذه اللعبة منهم، من خلال منحها اهتماماً اكبر. أمر قلّل دبوق من اهميته لثقته بأن العمل الذي يتم القيام به في شباب الساحل يضع الجميع امام مسؤولياتهم: “في نادي شباب الساحل يوجد عمل مؤسساتي، كل شخص يقوم بعمله المطلوب منه، المدرب والاداري والمساعد واللوجستي، لذلك الاهتمام سيبقى كما هو ولا خوف على الفريق، والدليل هو المشروع الذي قمنا به مؤخراً في الملعب”.

اكاديمية شباب الساحل
وتابع دبوق متحدثاً عن مشروع الملعب بفرح، بعد ان تم انجازه وبات بتصرف النادي وقال: “هذا المشروع كان حلماً، والهدف الرئيسي منه، هو اقامة اكاديمية نادي شباب الساحل الخاصة، لتخريج اللاعبين واكتشاف المواهب وصقلها، سيكون معنا بالاضافة الى الصديق ابراهيم شبلي، النجم العالمي السابق كريستيان كارامبو، سيكون المشرف العام على الاكاديمية، وهو يعمل مع اولمبياكوس اليوناني، الامر الذي يتيح لنا عملية الاستفادة من الخبرات وتصدير المواهب الى اوروبا، وكل سنة سيكون هناك اربع مواهب من اللاعبين لديهم فرصة خوض التجارب في اوروبا، وهو ما يعزز آمال اللاعبين بإمكانية الاحتراف، فيستفيد ماديا وتستفيد الاكاديمية ويكبر اسمها على الصعيدين المحلي والخارجي”. وختم في هذا الموضوع على صعيد الاكتفاء الذاتي باللاعبين: “بالتأكيد، نطمح الى ان يكون لدينا الاكتفاء الذاتي من اللاعبين، ليكونوا من ابناء النادي بعد اربع او خمس سنوات”.

المنتخب وآسيا
بالانتقال الى الحديث عن منتخب لبنان، وحظوظه بالتأهل الى بطولة آسيا، اعتبر رئيس شباب الساحل ان الامر صعب ولكنه ليس مستحيلاً: “الامور بحسابات الورقة والقلم باتت صعبة في عملية التأهل خصوصاً بعد التعادل على ارضنا مع كوريا الشمالية، ولكن كل شيء ممكن في عالم كرة القدم، وان شاء لله الشباب ينتفضوا على انفسهم ويحققوا الفوز في المباريات المقبلة”.
عملية اختيار اللاعبين للمنتخب دائماً ما تلقى اعتراضات او انتقاد من قبل الجمهور والمتابعين، لكن في المرة الاخيرة كان هناك انتقاد من قبل احد الاندية الذي عبّر عن ذلك عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي بوضع صورة لأحد لاعبيه في اشارة الى انه كان يستحق استدعاءه للمنتخب الذي خاض مباراة ودية مؤخراً امام نظيره البحريني، فهل يرى الساحل ان احد لاعبيه تعرض للظلم: “عاطفيا ممكن ان اعتبر بعض اللاعبين يستحقون الانضمام للمنتخب ولكن هذا الأمر من عمل الجهاز الفني وعليه فإن عملية الاختيار هي اختصاصه وعلى اساسها تتم محاسبته سلباً ام ايجاباً وفق النتائج”.

هناك تعالي من بعض الاندية
في بعض الاحيان للأسف يتم النظر الى بعض الفرق على انها “صف ثاني” ودائماً يكون التركيز على لاعبي بقية الفرق، وتكون الاضاءة عليهم ما يرفع من حظوظهم في تمثيل المنتخب فهل يشعر الساحل بذلك، خصوصاً انه بين اندية المقدمة حالياً، امر فاجأنا فيه دبوق بجوابه: “المشكلة تكمن اولأ في بعض الاندية التي تنظر الى شباب الساحل او الى غيره بفوقية على انه “صف ثاني”، بعض الاندية عندما تتحدث اليهم تكون لديهم هذه النظرة، وبالنسبة لي ليس لدي أي مشكلة، فأنا اعمل لمصلحة النادي الذي انتمي اليه واحب “الفوتبول” واعمل من اجله، بينما هم لديهم افكار اخرى، لذلك فإن التواضع ثم التواضع هو اساس النجاح، وربما البعض لا يعجبه تواجد الساحل في المقدمة”.
وعن سبب الاستغناء عن بعض اللاعبين، في وقت يسعى الساحل الى المنافسة: “اذا اراد أي لاعب الرحيل لا نقف في طريقه، نحن نريد اللاعب الذي يحب ان يلعب معنا، والذي يترك الساحل بالتأكيد بينه وبين نفسه يشعر بالندم، خصوصاً عندما يجد نفسه على مقاعد الاحتياط”.
والختام مسك، مع الكرة العالمية، حيث لم يخفِ دبوق حبه لفريق ريال مدريد، معتبراً انه في الوقت الحالي يحتاج الى تدعيم الخط الخلفي، والعمل صفقات دفاعية في الانتقالات الشتوية، وابدى اعجابه ببايرن ميونيخ وليفربول الذين تألقا في السنوات الاخيرة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى