دبوق ل”سوبر ١”: نعيش حالة إحتراف في شباب الساحل.. ومن يملك النفس الطويل سيحصد اللقب

 

كتب سامر الحلبي

عندما تدخل إلى ملعب شباب الساحل تلمس التنظيم والدقة في جميع منشآت هذا الملعب، والكل يجتهد فيه كخلية نحل للحفاظ على رونقه بدءا من رئيس النادي سمير دبوق وصولا إلى أصغر عامل، وبما أن  العمل وفق التنظيم والدقة فلا غرو بأن نجد فريق شباب الساحل يخطو خطى طيبة اليوم في بطولة الدوري ويتصدر الترتيب العام بعد انقضاء المرحلة الرابعة، وللاطلاع أكثر على بواطن الأمور في النادي كان لنا لقاء مع الرئيس دبوق الذي يولي عمله في النادي أهمية كبيرة ويحرص على ملاحقة أدق التفاصيل، والحديث بداية كان عن مسيرة الفريق بين الموسم الماضي والحالي.

يقول دبوق بأن الفريق أنهى الموسم الماضي في المركز وكان منافسا شرسا كما شاهد الجميع، وها هو اليوم يسير على نفس الخطى والسبب بسيط جدا، إذ تم عقد جلسة طويلة مع أعضاء الجهاز الفني عقب نهاية الموسم المنصرم وتم وضع الخطوط العريضة وأهمها “ممنوع الساحل أن لا يكون أقل من الثلاثة الأوائل”، وبالفعل تم تدعيم الفريق باللاعبين المطلوبين لسد الثغرات وتطعيم المراكز التي يحتاجها المدير الفني الحاج محمود حمود، وأمامنا أن ننهي المرحلة الأولى بتفوق واقتدار قبل الوصول إلى المرحلة السداسية وعندها سنرى ما هو المركز الذي نحتاج فيه إلى لاعب أجنبي لنتعاقد معه على هذا الأساس، ومن المحتمل أن يكون في خط الدفاع لأن خط الهجوم عندنا ممتاز ولكن من المبكر تحديد نوعية اللاعب الأجنبي ومركزه.
أما أبرز القادمين هذا الموسم فضل عنتر متصدر ترتيب الهدافين وحسين خليفة وزاهر سماحي وجورجيو الخوري إضافة إلى بعض الوجوه الشابة التي ترقت من فرق الفئات العمرية، والأهم هو عدم تعرض اللاعبين للإصابة إذ يفتقد الساحل حاليا قائده المصاب زهير عبد الله وخالد سماحي وعلي موفق الموسوي.

المستوى الفني لا يزال هابطا
ويأمل دبوق بأن يتمكن فريقه من انتزاع لقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه نظرا للتقارب في النتائج والمستوى بين فرق المقدمة، إلا أنه يعتقد بأن فريق النجمة سيتمكن تباعا من العودة إلى قوته ونتائجه الجيدة وربما لأنه استعد متأخرا، كذلك الأنصار الذي استقدم المدير الفني الألماني روبرت جاسبرت في اللحظات الأخيرة فعامل التحضير يؤثر على تذبذب النتائج عند أي فريق، وبالطبع لا يمكن نسيان فريق العهد المنافس الدائم، ولكن الأمر يراه دبوق بأن من يملك “النفس الطويل” هو سيكون صاحب البصمة النهائية، ويستغل المناسبة ليتمنى الشفاء العاجل للقائد حسن معتوق الذي سيفتقده المنتخب الوطني وفريق الأنصار وهو أحد العناصر المؤثرة في الدوري. ولكن دبوق يعتبر بأن مستوى البطولة بشكل عام حتى اللحظة يعتبر “هابط” والنتائج متقاربة بين الفرق.

ويعتبر دبوق بأن الدوري يسير بشكل جيد بغياب اللاعبين الأجانب، ففي الماضي كان كل فريق يمتلك “عمودا فقريا” في فريقه، بدءا من قلب الدفاع ثم صانع الألعاب فرأس الحربة، واليوم بغياب هؤلاء باتت الساحة مشرعة لبروز لاعبين محليين وليأخذوا فرصتهم كما نرى اليوم مع فضل عنتر الذي يتألق تهديفيا، ويقول دبوق “أنا في الوقت الحالي مع عدم استقدام أجانب حتى نعطي فرصة للمواهب المحلية وربما بعد أربع سنوات يعود اللاعب الأجنبي بشرط أن يكون على مستوى جيد يفيد اللاعبين اللبنانيين”.

الحوافز المالية للجميع بلا استثناء
ويعزو دبوق الذي يرأس النادي منذ 4 سنوات سبب النجاح إلى عدة عوامل، فالعلاقة بداية مع المدير الفني الحاج محمود حمود أكثر من ممتازة لأن الأخير يعمل بضمير وإخلاص وبات يعرف “الشاردة والواردة” في النادي ويتدخل في عقود اللاعبين ليعطي رأيه وينصف كل لاعب وهذا عامل محبة وألفة، ثانيا عامل الاستقرار الإداري والمالي وهذا أمر في غاية الأهمية، لأن إدارة شباب الساحل تسدد رواتب اللاعبين عند موعد استحقاقه في آخر كل شهر إضافة إلى “بونوس” الفوز والتعادل وفي هذه الحالة حتى اللاعب الذي لم يشارك في المباراة يحصل على البونوس وأيضا عمال وموظفو الملعب؛ و”بونوس” تقدمة من النادي في منتصف كل شهر نظرا إلى الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد فوجدنا أنه لا بد من دعم اللاعبين وأحيانا تصرف الرواتب على سعر الصرف في السوق، فقد نرفع من المبلغ حتى يكون اللاعب مرتاحا ويعطي من قلبه، وهذا الأمر بالمناسبة لا ينطبق على اللاعبين فقط وأعضاء الجهازين الفني والإداري بل على كل العاملين في النادي والملعب، إذ يمكن القول بأن الساحل يعيش حالة “احتراف” في ظل الهواية السائدة في الرياضة اللبنانية إذا صح القول.
ويقوم دبوق شخصيا بتمويل النادي في الوقت الحالي إلى جانب إدارة مستشفى الساحل على رأسها الدكتور فادي علامة والتي تساهم في علاج اللاعبين المصابين إضافة إلى تبرعات الاعضاء، وذلك لغياب الداعمين الأساسيين من رعاة وبلديات بسبب الظروف الاقتصادية الخانقة، وكان الاتحاد اللبناني لكرة القدم قد قرر منح مبلغ 30 ألف دولار لكل ناد، وهنا يشكر دبوق الاتحاد على مبادرته ويعتبر بأن المبلغ المصروف يعتبرا جيدا وينعش صناديق الأندية في ظل المأساة العامة.

انتظروا فريق الساحل بعد 4 سنوات
ويتابع دبوق “نحن حاليا نقوم بإعداد صحيح ومتين لفرق الفئات العمرية في النادي، وهدفنا هو تأسيس جيل يكون ولائه لشعار شباب الساحل ويلعب للكنزة الزرقاء على طراز لاعبنا زهير عبد الله، لذا أقول ليست هناك عصا سحرية ولكن انتظرونا بعد حوالي 4 سنوات، ومؤخرا انضم الينا الكابتن فادي علوش للعمل في أكاديمية شباب الساحل التي يشرف عليها إبراهيم شبلي، لذا بعد نحو 4 سنوات سنكون منافسين جديين في دوري الأضواء ولكن إذا ما رغب أي لاعب في ترك النادي واللعب مع ناد آخر فلن أمانع وأفضل بأن يكون العرض خارجيا، فعندما يقال فلان قدم من فريق شباب الساحل اللبناني فهذا تسويق دعائي ناجح، وحاليا هناك عرض للاعبنا وليد شور للاحتراف في الخارج ونتريث لبحث العرض بعد إنتهاء المرحلة الأولى من الدوري إذ هناك عرضان من ماليزيا وبنغلادش”.

وعن المستوى التحكيمي في بطولة الدوري العام؛ يرى دبوق بأن مستوى الحكام جيد وهم من الأكفياء في مهنتهم، أما الأخطاء القليلة التي تحدث فهي أخطاء “إنسانية” لم تؤثر مباشرة على تغيير مجرى مباراة ما أو نتيجة، ولكنها تبقى ضمن المعقول حتى إن الإعلام تناول الحديث عن بعض الأخطاء ولكنني لم ولن أعلق عليها، ونجد عالميا على الرغم من وجود تقنية “الفار” فإن الحكم قد يخطىء ويصيب. ويواصل “نأمل يوما ما بأن نستخدم تقنية الفار في ملاعبنا ولكنها للأسف حتى اللحظة غير جاهزة وإما الأرضية غير صالحة، فاللعب على ملاعب ذات عشب صناعي تسهم في إصابة اللاعبين وللأسف الملاعب العشبية أصبحت عملة نادرة”.

أدخلوا الجمهور بالمجان
ويأمل دبوق بعودة الجماهير إلى المدرجات قريبا ويطالب الاتحاد بالسماح لجماهير الفرق الدخول بالمجان ما عدا جمهور المنصة الرئيسية والدرجة الأولى وذلك تشجيعا لإيجاد جو من الحماسة في الملاعب وشعورا مع هذا المواطن في ظل غلاء سعر البنزين وارتفاع كلفة النقل بين المناطق، ويعتبر بأن صدى الجماهير على المدرجات يترك أثرا لدى اللاعب ويحفزه للبذل عوضا عن تواجده في ملعب يخلو من المشجعين عندها سيقل عطاؤه بلا شك.

وعن فرصة تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم يقول دبوق “نحن أمام مفصل تاريخي والمنتخب كما نتابع نتائجه جيدة جدا وأدعو الجميع للالتفاف حول منتخب “رجال الأرز” من إعلاميين ومسؤولين ورؤساء أندية وسواهم، فهذا الأمر بمثابة حلم حتى لو احتلينا المركز الثالث وخضنا مباراتي الملحق فسيكون الأمر محمودا، وأرى بأن الاتحاد لم يقصر في واجباته تجاه اللاعبين والجهاز الفني من دعم وحوافز مالية وإقامة معسكرات؛ فأدعو الجماهير للمواكبة بكثافة في المباريات التي ستقام في صيدا للضغط على المنتخبات المنافسة والتشجيع بدون انقطاع فلبنان يستحق أن يفرح والمنتخب هو بوابة الأمل في الوقت الحالي”.

ويختم دبوق حديثه بتوجيه رسالة شكر إلى الإعلام الذي يواكب اللعبة في ظل هذه الظروف، فرجال الإعلام هم المدماك وهم ركن أساس برأي دبوق، لنشر أخبار اللعبة والإضاءة على اللاعبين ويتمنى بأن تكون جماهير الساحل حاضرة لمواكبة فريقها في الأدوار الحاسمة لأنهم نكهة الملاعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى