شباب الساحل: تاريخ بين الظلم والعدالة
إعداد موقع المايسترو سبورت بقلم الزميل طارق يونس
في وقت لا يزال لبنان والعالم منشغلا بفيروس كورونا، وبالتالي توقف الانشطة الرياضية وخصوصا كرة القدم، كان لا بد من العودة إلى بعد القصص الكروية التي يعرفها البعض ويجهلها البعض الآخر، ومن هذه القصص تاريخ نادي شباب الساحل الحافل بالمحطات الحزينة والظالمة في فترة تأسيسه في ستينيات القرن الماضي وتألقه في دوري الدرجة الثانية وحرمانه من الصعود إلى دوري الأضواء، قبل أن يجاهد ويأخذ حقه في العام 1985. ومن يعرف خبايا القلعة الزرقاء وزعيم الضاحية الجنوبية أكثر من اللاعب والمدرب والإداري في النادي هاني وزنه الذي عايش فترة تأسيس وتألق وظلم النادي قبل أن يأتي العام 1985 وهو عام استرداد حقه المسلوب من اتحاد تلك الفترة.
بدأ هاني وزنه حديثه عن النادي الذي نشأ ومارس معشوقته في صفوفه منذ العام 1967، ساردا تاريخ النادي منذ تأسيسه وحتى اعتزاله العمل الإداري بعد أن كان اللاعب والمدرب والإداري، وفيما يلي الحديث الذي اجراه موقعنا:
الأزرق بين التألق والظلم
“تأسس نادي شباب الساحل العام 1964 برئاسة محمد سليم “ابو عبد” وسامي علامة، ونال الترخيص العام 1966 في عهد المربي الفاضل الاستاذ شريف سليم، وفي العام التالي وقعت على كشوفاته وكان يومها ضمن فرق الدرجة الثانية، وفي العام 1968 احرز الفريق بطولة الدرجة الثانية، وفي العام 1969 صعد الفريق إلى مصاف أندية الدرجة الأولى في عهد الراحل أبو أنور برجاوي، فبدأ الاتحاد اللبناني لكرة القدم بوضع العراقيل على خلفية طائفية (الفريق الشيعي الوحيد في الدرجة الأولى)، ولأننا كنا سنصعد على حساب فريق السلام الأشرفية الهابط إلى الدرجة الثانية، فعين الاتحاد مباراة فاصلة بين الفريق الصاعد إلى دوري الأضواء (شباب الساحل)، والفريق الأخير في سلم الترتيب في بطولة الدرجة الأولى (السلام الأشرفية)، وذلك لاعطاء فرصة لفريق السلام ومنع الساحل من الصعود، وتم تعيين المباراة ثلاث مرات بسبب تخلف السلام عن الحضور، ولاحقا ابتدع الاتحاد دوري المحافظات فكانت مباراة الصعود عن جميه المحافظات نادي الليطاني صور (الجنوب)، ونادي الاجتماعي طرابلس (الشمال)، ونادي الزمالك (بيروت)، ونادي شباب الساحل (جبل لبنان)، وانصبت النتائج جميعها لفريقنا وبنتائج لا تقل عن خمسة أهداف في كل مباراة، يذكر أن الاتحاد كان وقتها برئاسة الراحلون نالبنديان وكوبلي وامين حيدر وعاطف سنان، وكان هناك عناصر معرقلة لصعود فريقنا إلى دوري الأضواء وهم: جورج حكيم (رئيس لجنة محافظة جبل لبنان ورئيس نادي نجمة الصحراء)، وعفيف حمدان (أمين سر نادي الوفاء الغبيري)، وعبدو خوري (رئيس نادي الروضة الدكوانة). ثم ابتدع الاتحاد درجة غير الدرجة الأولى والثانية، بطولة الدرجة الأولى بعد أن أطلق على البطولة الأولى، الدوري الممتاز.
ولم يتوان أعضاء شباب الساحل وجماهيره لطرق جميع الابواب لأخذ حقه بالصعود إلى دوري الدرجة الأولى، حيث قصد جمع كبير من المشجعين والمحبين مع إدارة النادي إلى مقر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في الحازمية واجتمعوا مع رئيسه السيد موسى الصدر، وكان هذا الاجتماع مهما جدا، إذ ان سماحته تقبل الموضوع برحابة صدر وقال بعد طول الحديث، عارضا أن يكون الرئيس الفخري للنادي وهو لايزال رئيسا فخريا اعاده الله سالما”.
مفاوضات فاشلة
وفي العام 1971 جرت مفاوضات بين إدارة نادي شباب الساجل وممثلي الفرق الكبيرة النجمة والراسينغ والصفاء، حيث جرى الاجتماع في مقهى في منطقة الغبيري، بين رئيس النادي أبو انور برجاوي الذ يكان له الفضل الكبير في تلك المرحلة، بالإضافة إلى اللاعبين عادل سليم، صلاح حيدر، هاني وزنه، وخلص الاجتماع إلى تداول انتقال هاني وزنه وعادل سليم إلى نادي الراسينغ، وجاد عبد الفتاح ومصطفى الصوري إلى الصفاء، والحارس رياض مراد إلى النجمة، على أن يرفع الاتحاد النادي إلى دوري الأضواء، لكنني رفضت هذا العرض المقدم من الأندية، مقترحا أن يلعب شباب الساحل مباراة فاصلة مع بطل لبنان (الهومنتمان) وإذا خسرنا لا نرفع، فلم يعجب اقتراحي أحد من المجتمعين فقرروا الانسحاب، يذكر أن فريقنا كان قويا جدا ونا على ثقة بالفوز على فريق الهومنتمان، لذلك قدمت هذا الافتراح الجريء.
التوقيع للأنصار
وبعد مرور سنتين عن اجتماع مقهى الغبيري الشهير ومع توقفنا نحن كلاعبين عن اللعب وتحديدا في العام 1973 انتقلت إلى نادي الأنصار، ومصطفى سعد “الصوري” وجاد عبد الفتاح إلى الصفاء، والحارس رياض مراد إلى النجمة، في حين ظل بقية اللاعبين مع الفريق، ولم استطع الانخراط مع فريق الانصار كليا لان الدوري كان منطلقا لكنني لعبت عدد من المباريات الودية، وكانت اخر مباراة ودية لعبتها مع الفريق الأخضر أمام فريق الهومنتمان بطل لبنان وارحزت ثلاثة أهداف، وقد حصل في هذه المباراة أن أطلق اللاعب والمدرب عدنان الشرقي كلاما اقرب الى الشتيمة، فرحلت عن الأنصار وعدت إلى شباب الساحل الذي كان يضم المجموعة من اللاعبين وهم:
لحراسة المرمى: جوزيف دكاش “الش” ورياض مراد.
للدفاع: احمد شاهين، عادل درغام، مصوفى الصوري، مصطفى دبوس “ابو السمك” محمود صادق.
للوسط: عادل سليم، صلاح حيدر، علي قعيق.
للهجوم: جاد عبد الفتاح، فيليب لارا، هاني وزنه، عرب ضاهر، حمد الاتات وخضر علامة (المختار لاحقا)، قبل ان تتفرق هذ المجموعة ولم يكملوا المشوار مع الفريق.
اندلاع الحرب .. تحقيق العدالة
وفي العام 1975 ومع اندلاع الحرب اللبنانية توقف النشاط الكروي كليا واصبح في لبنان اتحاد في المنطقة الشرقية واخر في المنطقة الغربية، لكن النشاط البارز كان في المنطقة الغربية لان أكثرية النجوم كانوا ينتمون للمنطقة الغربية، فأطلق نادي الصفاء دورة الأضحى على ملعبه في وطى المصيطبة، ثم تكثف النشاط ليشمل دورة الامام موسى الصدر، في هذه الفترة حديدا العام 1985 انعقدت الجمعية العمومية للأندية في المنطقة الغربية، واجتماع للاتحاد (الشرعي يومها) في الشرقية برئاسة ادمون عساف، وكان يومها لشباب الساحل الدور الفاعل للانقسام بين الاتحادين، قسم ينسق مع ادمون عساف، وقسم أخر ينسق مع رهيف علامة العلامة الفارقة للعبة كرة القدم في تلك المرحلة، إلى أن تعهد الاتحاد (الغربية) برائاسة الدكتور نبيل الراعي بإعطاء نادي شباب الساحل وترفيعه إلى دوري الدرجة الاولى، بعد أن اصبح اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد في بيروت الغربية بعد أن نال الشرعية الدولية، وذلك بعد عمل دؤوب التي انتخبت رئيس نادي شباب الساحل المحامي سعيد علامة عضوا في الاتحاد الشرعي ومساعدا في القوانين لنقل سلطة الاتحاد إلى بيروت الغربية، بدعم ومساعدة العميد فاروق بوظو من سوريا والشيخ أحمد الفهد من الكويت وخصوصا الفهد الذي اشترى مقر الاتحاد اللبناني لكرة القدم الذي اطلق عليه اسمه، وأصبح المقر السابق للاتحاد في شارع بشارة الخوري مهمل وغير موجود.
وفي الختام توقف وزنه عند اسماء ساهمت في نجاح انطلاقة نادي شباب الساحل وهم: أبو هاني التايه، هاني عبد الفتاح التايه، حسن حاطوم، محمود درغام، ابو حسن علامة، المحامي علي هارون وأبو غسان مروة.