عباس عاصي: ظهير عصري وبطل موسم شباب الساحل
تتطوّر كرة القدم، ودور الأظهرة اليوم لم يعد كما السابق. صحيحٌ أن العرضيّات لا تزال من ضمن أساسيات لعب هؤلاء (ولو أن هذا الأمر لم يكن دورهم في البداية)، لكن الالتزام بمركزٍ دفاعيّ لم يعد ضرورياً. في الواقع، بات من الأفضل أن يدخل الظهير إلى وسط الملعب، ويشارك في صناعة اللعب، ولمَ لا؟ تسجيل الأهداف أيضاً.
كرة القدم اللبنانية خرّجت العديد من الأظهرة الهدّافين وصانعي الأهداف، منذ زمنٍ طويل، وحتّى اليوم أيضاً، لكن في الآونة الأخيرة، لا يبدو أن هؤلاء يقدّمون الكثير من المساعدة الهجومية، ولا شك أن العديد منهم يلتزمون بدورٍ كلاسيكي، يميل إلى الدفاع دائماً. هذا ليس الواقع بالنسبة إلى عبّاس عاصي، ظهير أيمن شباب الساحل، أو لاعب وسطه، أو ربّما هدّافه أيضاً. موسمٌ مميّزٌ قدّمه اللاعب المستدعى أخيراً إلى المنتخب الوطني، رشّحه ليكون ضمن تشكيلة حامل لقب كأس الاتحاد الآسيوي، العهد، في الموسم المقبل، بحسب الصحف. وفي ظل تراجع بعض اللاعبين في مركز الظهير الأيمن، قد تكون هذه فرصة عاصي ليبرز نفسه في بعض المباريات الدوليّة.
من الوسط إلى الدفاع، والعكس منذ أن بدأ مسيرته مع شباب الساحل، برز عباس عاصي في وسط ملعب شباب الساحل. لعب إلى جانب حسين رزق وحسن كوراني وعيسى يعقوبو وعباس عطوي ودوغلاس نيكروما وغيرهم، وقدّم مستوى جيّد، لكنّه لم يرقَ يوماً ليكون ضمن منتخب لبنان، ليس في ظل وجود لاعبين محترفين في الخارج، وآخرين قدّموا مستوى أفضل في الدوري المحلّي. وطوال المواسم الماضية، لم يكن هجومياً بارزاً كما فعل في الموسم الجاري. سجّل 4 أهداف وصنع 4 أهداف أخرى. هذه ثمانية أهداف لفريقٍ لم يُسجّل سوى 15 هدفاً طوال البطولة؛ ليكون هدّاف فريقه إلى جانب حيدر عواضة، الذي سجّل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة بالمناسبة. هذه الأرقام تبدو أقرب إلى مهاجم، أو لاعب وسط خلف المهاجمين، وربما جناح، لكن عاصي، شارك في معظم مباريات البطولة في مركز الظهير الأيمن، بعد مشاركة قائد الفريق زهير عبد الله في قلب الدفاع.
اللاعب المستدعى إلى المنتخب في الفترة الأخيرة، دخل غالباً إلى وسط الملعب، حيث يلعب عادةً، ومن هناك تمكّن من تسجيل هدف من خارج منطقة الجزاء، في حين جاءت أهدافه الثلاثة الأخرى عبر متابعاً الركنيّات (وهذه واحدة من نقاط قوّة شباب الساحل مع المدرب محمود حمّود)، إذ سجّل برأسه ثلاثة أهدافه.
أمّا على صعيد صناعة الأهداف، جاءت جميع الأهداف التي صنعها من لعبٍ مفتوح، إذ لا يتولّى لعب الركنيّات أو الركلات الحرّة، بل يتقدّم غالباً لمحاولة تسجيل هدف.
ولم يكتفِ عاصي بصناعة أربعة أهداف، بل صنع سبع فرص للتسجيل لزملائه، أغلبها للمهاجم حيدر عواضة، الذي سجّل ثلاثة من أهدافه بصناعة من عاصي.
لا شك أنّه موسمُ مميّزُ لعاصي، وقد يكون قد لفت أنظار العديد من الأندية المنافسة على اللقب (علماً أن فريقه كان منافساً ليفوز بالدوري بشكلٍ جدّي هذا الموسم). الاستدعاء إلى المنتخب كان مُحقّاً، بانتظار أن نراه في المباريات الدوليّة.
عن موقع LFG